وأخيراً، اصطدت بلبلي الجميل، ووضعته في القفص الجميل، الذي زينته بأحلى الأزهار، وأعطر الرياحين، ووضعت فيه أشهى أنواه الطعام التي يحبها عصفوري الأثير، مع قدح ماء عذب زلال!
وضعته أمامي، ورحت أنظر إليه بحب، وأنا أبتسم، وأنا أقول في نفسي:
– سيأكل ويشبع، ويرتوي من الماء، وسيغرد لي أعذب الألحان!
لكن بلبلي الجميل لم يغرد!
ظل ساكناً في ركن من القفص، وهو مهموم حزين!
نظر إليّ جدي العزيز، وقال وهو يحرّك شعر رأسي بأصابعه وبحنان:
– لن يغرد بلبلك الجميل يا ولدي! هل تستطيع أنت، أن تلعب وتمرح، وأنت سجين في داخل قفص؟
فهمت ما قصده جدي، فأسرعت، وحرّرت بلبلي الفتان! طار ووقف على زيتونة وراح يغرد ويغرد بلا انقطاع..
لاشك أنه كان يشكر جدي!