أما إذا خرجت وأصبحت هذه الاضطرابات تعطل الإنسان عن عمله، وعن علاقته، ودراسته نقول في وقتها انها أسباب مرضية، ومن الاضطرابات ط§ظ„ظ†ظپط³ظٹط© عند الأطفال فرط الحركة وتشتت الانتباه، واضطراب التوحد، وصعوبة التعلم والنطق عند الأطفال، والاضطرابات التي تصيب الكبار قد تصيب ط§ظ„طµط؛ط§ط± لكن بنسبة أقل، أما عندما يبدأ الطفل قي النمو، يزداد لديه القلق، وترتفع نسبة الاكتئاب عنده في سن المراهقة وهذه السن صعبة لأنهم فئة خاصة، ولا نستطيع وضعهم مع ط§ظ„طµط؛ط§ط± أو الكبار وفي هذه السن يمر الأطفال بكثير من الأزمات نتيجة وقوع ضغوط من المجتمع عليهم، وتقلبهم وتكيفهم مع المجتمع المحيط به، وتنهال ممارسات السيطرة عليهم من قبل الأهل ويتعاملون مع الطفل على أساس أنه شخص كبير وواع لتصرفاته ومحاسبته عليها كاملة، وحين يتأخر قليلاً خارج المنزل يعاقب على تصرفه على أساس أنه طفل صغير، فهنا يقع الطفل في صراع واضطراب لأنه لا يعرف أين يضع نفسه مع الكبار أم الصغار؟
ما هو دور الأهل في هذه الحالات؟
ـ يجب على الأهل عمل المستحيل لإيجاد طريقة تفاهم بينهم وبين أطفالهم منذ البداية، وليس فقط مع بداية المراهقة، وأن يعملوا لهم مكانة وأهمية وذلك عن طريق أخذ مشورتهم، والتعامل معهم بطيبة واحترام، لأن هذه السن خطيرة ويبدأ فيها الطفل في أخذ أنواع المخدرات، ويوجد دراسة تقول إن نسبة 90% من الأطفال المراهقين في المدارس الأميركية يتعرضون لتجربة أخذ المواد المخدرة حتى ولو لمرة واحدة.
هل توجد مراهقة شرسة؟
ـ لا توجد مراهقة شرسة، بل توجد مراهقة صعبة ونحن نخلق صعوبتها، وهذا يعود إلى شخصية المراهق، وطريقة تعامل الأهل والمجتمع معه.
هل يوجد عالم خاص للمراهق يسعى إلى خلقه؟
ـ نعم، يسعى المراهق ليخلق عالمه الخاص مع أصدقائه، وآماله، وأفكاره، والأهل آخر شيء يفكر فيه المراهق ويسعى للاحتكاك معه، لذا يجب على الأهل خلق الجو المناسب والمتفاهم، حتى لا تزداد الفجوة بين الأبناء والأهل.
من أكثر جرأة في التعبير عن حالته ط§ظ„ظ†ظپط³ظٹط© الرجل أم المرأة؟
ـ المرأة أكثر جرأة من الرجل في التعبير، وهذا يعود لتكوين المرأة العاطفي وإحساسها بالضعف هو الذي يدفعها للكلام أكثر من الرجل، والمرأة تأخذ وقتاً أقل للانفتاح والتعبير، لكن الرجال هم الأكثر دخولاً إلى المصحات النفسية، ويرجع ذلك للعادات والتقاليد الخاطئة، منها أن أهل المرأة يخافون من المجتمع وكلامه، وأن يؤثر دخولها إلى المصحة على مستقبلها، والرجل دائماً يخفي المرض منذ البداية ولا يبدأ في العلاج مبكراً لذا يضطر لدخول إلى المصحة.
أما الدكتور ياسر متولى فيقول:«إن سبب الاضطرابات السلوكية عند الأطفال كثيرة، ومعظمها يرجع لأخطاء في التربية والتنشئة، فالطفل يحتاج أساساً للحب، والعطاء، والحنان بالإضافة لبعض الأمور التي يجب التنبه لها مثل:
الأطفال الذين ليس لديهم خبرة في الحياة، وذلك يجعلهم أكثر انفعالا وتوتراً عند تعرضهم لتجربة جديدة، وأن الطفل ليس لديه قواعد أو قوانين ترشده إلى السلوك السليم، وما يحدد سلوكياته فقط قوى بدائية تتمثل في غرائزه ورغباته، وعندما يصطدم بالقوانين الطبيعية أو الوضعية يبدأ الحساب ومن ثم العقاب، وتبدأ الأوامر والنواهي التي تقيد الطفل وتشعره بالخوف عند قيامه بأي عمل،
وأيضاً التدليل وحصوله على كل ما يريد يجعله أنانياً ويقوم الطفل أيضاً بالضغط للحصول على ما يريد مستعطفاً، أو متحايلاً، وبعد التحاقه بالمدرسة لا يجد فيها ذلك الدلال الذي تعود عليه في المنزل، فيحاول أن يلفت النظر إليه بجماله، أو ذكائه، وإذا لم يستطع يلجأ إلى شد انتباه المعلمين عن طريق الإهمال بالواجبات المدرسية، أو قذارته، أو مخالفته للأوامر، فيتعرض للعقاب والشدة من قبل المربي، لذا ينشأ خائفاً، وضعيفاً، أو مستبداً عاصياً، والمعاملة الاستبدادية تؤدي إلى جعل الطفل شخصية خاضعة مستسلمة، أو أن يتمرد على الأوامر ويعمل عكس ما يطلب منه تماماً،
ويمكن هنا في هذه الحالة معالجة الطفل المتمرد عن طريق تشجيع الأهل له مهما كان عمره، وحبهم له، والإعجاب المعقول بشخصيته، وعدم الاستهزاء به، بل عليهم أيضاً مشاركته في اللعب، وعدم الإكثار من معاقبته، وتحويل دافع التمرد والعنف الموجود لديه إلى الرياضة، وتعليمه أشياء جديدة مثل دفعه للعمل ال.ي.
لماذا تحدث الاضطرابات ط§ظ„ظ†ظپط³ظٹط© عند المراهقين وما هي النتائج المترتبة عليها؟
ـ المراهقة هي فترة عاصفة من حياة الإنسان تتميز بالتقلبات المزاجية، والفوران الداخلي والتمرد، ومعظم الشباب يمرون بهذه الفترة دون مشكلات حقيقة، وبعض التأثيرات تعود لعوامل هرمونية، وأخرى تعود لعوامل شخصية ومجتمعية نتيجة التغير الكبير والسريع الذي يحدث في شكل الإنسان، وبداية ظهور معالم الرجولة، والأنوثة، وكيفية تعامل المراهقين مع الكبار،
وأيضاً تعامل الكبار مع المراهقين الذين لم يعودوا صغاراً، هذه الفترة تتميز بالحيرة، وعدم الوضوح من وجهة نظر الطرفين ولا يعرف كلاهما كيف يتعامل مع الآخر، وأهم مشكلة تواجه المراهقين هي ما يعرف بأزمة الهوية، أو معرفة من هو، وإلى أين يسير، وهي فترة للتجريب يختبر فيها المراهق بدائل سلوكية واهتمامات، وثقافات، وأفكاراً مختلفة وصولاً لتشكيل مفهوم خاص لشخصيته، وإذا كان لدى الآباء والمعلمين مشروع متوحد من القيم، والسلوكيات، والأفكار، أو حتى إذا كان الأسلوب متقاربا يكون الأمر سهلاً،
مثلما يحدث في المجتمعات البسيطة حيث النماذج القابلة للتقليد، ولكن في المجتمعات الكبرى المعقدة يواجه المراهقون باحتمالات غير محددة في كيف يكون سلوكه وما هي اختياراته وتكون الاختلافات بين المراهقين كبيرة بين بعضهم البعض، بشكل نموذجي يجب أن تنتهي أزمة الهوية، وإذا حدثت في بداية العشرين من العمر حتى يستطيع المراهق تحمل مهامه في الحياة بمنهجية واضحة وسلوك ذي قيمة ثابتة وشخصية لها ملامح خاصة قد تتغير بعضها مع التقدم في العمر وتراكم الخبرات،
وإذا حدث ولم تنته أزمة الهوية باختيارات محددة يتخبط الإنسان، ولا يكون لديه منهجية واضحة، ولا أسس ثابتة يقيم بها مع نفسه، ومن حوله، ويكون أكثر عرضة للضياع، وأقل قدرة على الانجاز، والنتائج المترتبة على عدم مرور هذه المرحلة بسلام، وحدوث مشكلات حقيقية، هي عدم سقوط المراهق في مستنقع الإدمان أو جنوحه لخوض تجارب .ة أو حياتية لا يتحملها عمره، تؤدي في النهاية للمعاناة من أمراض نفسية، أو عضوية تصاحبه بقية العمر، ما لم يتم التعامل معها طبياً بأقصى سرعة ممكنة.
كيف يمكن أن يتعامل الأهل مع المراهقين؟
ـ لابد من تبني فكر أكثر ديمقراطية من قبل الأهل، والمدرسة، والمجتمع، فهذه قيم العصر حيث كان آباؤنا يتحكمون فيما يدخل أدمغتنا بالسيطرة على ما نقرأ، ونشاهد، ومن هم أصدقاؤنا، إذ كانت الرقابة ميسرة وكانوا يستطيعون توصيل المعلومة لنا، وكان الآباء لديهم الوقت لغرس القيم ومراجعة السلوكيات، أما الآن فلا بد من تطوير دورنا حتى لا نهمش الدور الذي نلعبه في تشكيل عقل، ووجدان، وثقافة الأطفال،
إذ أنه لم يعد دور الرقيب ممكناً ومناقشة المعلومات والكم الهائل من المعارف التي تدخل عقل المراهقين، ومحاولة دخول بعض المعلومات التي تصل إليه في وقت غير مناسب، والمطلوب تغيير وتطوير أدوات الآباء فالإلمام بالكمبيوتر، وتعلم اللغات، والانفتاح على الثقافات الأخرى أصبحت من الضروريات حتى نستطيع مواكبة الأبناء وإرشادهم، والاقتراب الشديد من أبنائنا، ومصادقتهم ومصارحتهم تساعد على تصويب الأخطاء أولاً بأول،
والتوجيه في الوقت المناسب يجنبهم الكثير من التجارب الفاشلة والصعبة، والتركيز على القيم الدينية، وتعليمها لأطفالنا منذ الصغر وتشجيع الدعاة الجدد فهم يحملون مفاتيح الوصول لقلوب وعقول هذا الجيل، والاهتمام بالرياضة، وان يكون للمراهق هواية يمارسها في النادي والمدرسة والبيت بما يتناسب مع قدراته وميوله، وغرس قيم الحب، والجمال، والنبل، والشجاعة، وحب الوطن، وحب الخير، ونصرة الحق والقيم الأصيلة.
هل تعاني المرأة من الاضطرابات ط§ظ„ظ†ظپط³ظٹط© أكثر من الرجل، وما السبب؟
ـ نعم تعاني المرأة من أمراض نفسية أكثر من الرجل فمثلاً نسبة الاكتئاب تكون عندها ضعف الرجل ويرجع هذا للأسباب البيولوجية المذكورة. فالتغير الذي يحدث في نسبة الهرمونات الأنثوية على مدى مراحل متعاقبة في حياة المرأة ثبت أنها تلعب دوراً كبيراً في ارتفاع نسبة معاناتها من الأمراض النفسية،
خاصة عندما لا تجد التفهم والمساندة المطلوبة من أسرتها ومن زوجها تحديداً، وأيضاً طريقة تربية أطفالنا من الإناث منذ الصغر وتعليمهن السلبية والخضوع لأوامر، ورغبات الآباء ثم الأزواج يضعف قدرتهن على السيطرة على الظروف والأحوال غير المواتية وترددهن وخوفهن من مواجهة المخاطر والأزمات مما يعرضهن للفشل بنسبة أكثر من الذكور،
وأيضاً الحماية الزائدة والخوف الشديد الذي يصاحب تعاملنا كآباء مع بناتنا يقلص من فرص خوضهن لتجارب حياتية تصقلهن وتزيد من خبرتهن في التعامل، ونحن هنا لا ندعو لفتح الباب على مصراعيه، ولكن لا مانع من إعطائهن الفرصة للتعبير عن أنفسهن في ظل مصارحة، ومتابعة تقيهن شر التجارب المريرة، وتكسبهن في نفس الوقت الثقة والقدرة على التعامل،
وأيضاً تحمل المرأة مسؤوليات تزيد عن طاقتها من تربية أبناء، والعناية بالمنزل وحاجياته، والسهر على راحة الزوج دون المساندة من أحد، ثم القيام بالعمل ومسؤولياته الجسام خارج المنزل، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى الشعور بالإحباط والفشل.
من هو الأجرأ في التعبير عن حالته ط§ظ„ظ†ظپط³ظٹط© الرجل أم المرأة؟
ـ يتوقف هذا الأمر على أشياء عدة مثل درجة العلم، والثقافة، ولكني أستطيع القول إن المرأة أكثر جرأة وقدرة على التعبير عن مشاعرها ومعاناتها من الرجل، وهي أيضاً لا تشعر بالنقص عند عرض مشكلتها.
ما هي أكثر الاضطرابات ط§ظ„ظ†ظپط³ظٹط© شيوعاً ؟
ـ الاكتئاب هو أكثر الأمراض ط§ظ„ظ†ظپط³ظٹط© شيوعاً، ومرضاه هم الأكثر تردداً على العيادات النفسية، ثم القلق بما فيه القلق العام ونوبات الفزع، والوسواس القهري، والمخاوف، وأيضاً الأمراض الذهنية وأكثرها الفصام الذهني وغالباً ما يحضره الأهل بالغصب ولا يأتي طائعاً وكثيراً ما يأتي بعد فترة طويلة من المعاناة لعدم تفهم الأهل طبيعة المرض، وتعرض المصاب لتجارب متعددة من قبل المشعوذين