السلام عليكم حبيباتي
في سلسلة أبحاث الإعجاز العلمي للقران الكريم أكد الدكتور عبد المحسن صالح بلجنة الإعجاز العلمي بمكة المكرمة أن الشيخوخة أمر حتمي للإنسان قال تعالي (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة
مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلي أجل مسمي ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفي ومنكم من يرد إلي أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وتري الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج) (الحج:5).
قدر له أن يتخطي مرحلة القوة و الشدة و النضوج ,و قد حدد القرآن تقريبا تلك المرحلة التي يصل فيها الإنسان إلي ذروة قوته و فعاليته , حيث قال تعالي في سورة الأحقاف: حتي إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلي والدي (الأحقاف :15).
إن الذين تخطي عمرهم الخمسين أو فوق, يشعرون بأن كل شيء فيهم يتغير و يهبط,
أرذل العمر أو الشيخوخة هي المرحلة الأخيرة من حياة الإنسان الذي
ويتمردون علي ذلك النظام الذي كان يسري في أجسامهم قبل ذلك, وكأن بصمات السنين قد تركت آثارها علي ظاهرهم وباطنهم, فبشرة الجلد الغضة اللينة أصبحت متجعدة ومتهدلة, وتحول سواد الشعر إلي بياض, وبرزت عروق الأطراف, وضعف البصر وزاغ, وانخفضت كفاءة السمع, ونقصت معدلات الصحة العامة.
ولقد وجد العلماء أن معدل هذا التدهور يتراوح بين ( 0.5 ـ 1.3 ) % في كل عام.
.. و هكذا يدخل الجسم في مرحلة الضعف ببطء بعد أن ترك تلك المرحلة حيث كان طفلا , ثم دخل في مرحلة القوة و الشباب , حتي أن زاوية الفك السفلي تكون منفرجة عند الأطفال , ثم تصبح قائمة أو حادة عند الشباب , ثم تعود لتصبح منفرجة عند الكهولة كما كانت وقت الطفولة ,و صدق الله إذ يقول ( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة) الروم: .54
وإذا ما خرجنا من الخلية إلي رحب الحياة الواسع, نجد أن موت الكائنات ضرورة لابد منها, لتتالي الأجيال, وإلا فلو تصورنا استمرار الحياة في الكائنات الموجودة حاليا, لانعدمت عناصر الحياة, ولما أتيح للأجيال اللاحقة فرصة الحياة والوجود وقد أشار القرآن الكريم إلي حتمية الموت في مواضع عدة منها قوله تعالي: (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة) آل عمران: ..185 ويقول مخاطبا الرسول محمدا عليه الصلاة والسلام في سورة الأنبياء: وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإين مت فهم الخالدون. كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون (الأنبياء : 34 ـ 35).
ويسخر الله من الذين يبحثون عن مهرب من الموت أو عن منجي منه بالتخلف عن نصرة الله, والفرار يوم الزحف بقوله: ( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة) النساء : 78, وقال: الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين (آل عمران: 168).
ويؤكد ذلك الدكتور زغلول النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية وأستاذ علوم الأرض ورئيس لجنة الإعجاز العلمي بقوله: لقد استحضر القران الكريم سؤال من يشك في البعث (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث) وجعل الإجابة هي الواقع الذي لا يملك أحد إنكاره من مراحل الخلق المعجز في الأرحام (فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلي أجل مسمي) ،
وتبعها بمراحل حياة الإنسان في هذه الأرض (ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفي ومنكم من يرد إلي أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا) ويختم الآية بهذا التقرير الحاسم (ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتي وأنه علي كل شيء قدير وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور). فلا حجة لمعاند أن يتبرأ من دليل يحمله في نفسه من يوم خلق إلي يوم يموت يشهد لله بأنه يحيي الموتي وأنه علي كل شيء قدير.
ويعاود القران الكريم التذكير بهذه الحقيقة الدامغة مرة بعد مرة فيقول تعالي: ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا (مريم: 66- 67) فلماذا ينسي الإنسان خلقه هو مع علمه أنه خلق من شيء لا يذك