هناك كلمة للإمام علي (ع) من أروع الكلمات يقول فيها: «اتقوا معاصي الله في الخلوات»، أي عندما تكون وحدك، وتشعر بالأمن بعيداً عن أيِّ حسيب أو رقيب، فاعرف أن الشاهد هو الحاكم وهو الله، لأن الله الذي يراك هو الذي يتولى الحكم يوم القيامة، {لمن الملك اليوم لله الواحد القهّار} (غافر/16) فإذا كنت تعرف أن الذي يحكم عليك هو الذي يشهد عليك، فكيف تقف في موقف تتحمل أنت وحدك مسؤوليته وتتلقى نتائج أحكامه يوم الحساب؟ {وذلكم ظنّكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين* فإن يصبروا فالنار مثوى لهم _ يصبروا على نار جهنم _ وإن يستعتبوا _ يعني إن يطلبوا رضى ربهم، {فما هم من المعتبين} (فصّلت/32-24)، لأنه في الآخرة تغلق أبواب الأعمال ويبدأ حصد النتائج، عندها يتبادر السؤال: لماذا كانت النتيجة هكذا؟ ولماذا وصل هؤلاء إلى ما وصلوا إليه؟ ما هو السبب الذي جعل هؤلاء يصلون إلى هذا المصير وإلى العداوة لله والانحراف عن الخط المستقيم الذي رسمه الله لهم ليسيروا عليه؟ وفي الكتاب الكريم الجواب حاضر بقوله تعالى: {وقيَّضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم}، يعني هيّأنا لهم. وقد يقول أحدهم إنّ الله يهيئ لنا أصحاباً شريرين؟! لا، هذا غير صحيح، لأن الله جعل الإنسان مختاراً في ما يريد السير عليه، فهو هيَّأ له الأسباب، واختار الإنسان طريقه، وحصل على نتائج اختياره، سلبياً كان أو إيجابياً، ولكن باعتبار أن الله هو الذي خلق الأسباب، ينسب الأشياء إلى نفسه، وليس معناها أنه هو المسبِّب المباشر، بحيث نقول إن الله هو الذي يختار للناس القرناء والأصحاب، {وقيّضنا لهم} هيّأنا لهم {قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم} يعني زيّنوا لهم المعاصي، سواء التي يقبلون عليها أو التي خلّفوها وراءهم {وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس}، أي ثبت عليهم الحكم، لأنهم عندما خضعوا لما زيّنه لهم قرناؤهم من السوء، فثبت عليهم الحق وصدر عليهم الحكم في هذه المسيرة التي سبقتهم {في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين} (فصّلت/25) لأنه عندما أخذوا بأسباب الخسارة، فمن الطبيعي أنهم وقعوا في الخسارة في هذا المجال.
هناك كلمة للإمام علي (ع) من أروع الكلمات يقول فيها: «اتقوا معاصي الله في الخلوات»، أي عندما تكون وحدك، وتشعر بالأمن بعيداً عن أيِّ حسيب أو رقيب، فاعرف أن الشاهد هو الحاكم وهو الله، لأن الله الذي يراك هو الذي يتولى الحكم يوم القيامة، {لمن الملك اليوم لله الواحد القهّار} (غافر/16) فإذا كنت تعرف أن الذي يحكم عليك هو الذي يشهد عليك، فكيف تقف في موقف تتحمل أنت وحدك مسؤوليته وتتلقى نتائج أحكامه يوم الحساب؟ {وذلكم ظنّكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين* فإن يصبروا فالنار مثوى لهم _ يصبروا على نار جهنم _ وإن يستعتبوا _ يعني إن يطلبوا رضى ربهم، {فما هم من المعتبين} (فصّلت/32-24)، لأنه في الآخرة تغلق أبواب الأعمال ويبدأ حصد النتائج، عندها يتبادر السؤال: لماذا كانت النتيجة هكذا؟ ولماذا وصل هؤلاء إلى ما وصلوا إليه؟ ما هو السبب الذي جعل هؤلاء يصلون إلى هذا المصير وإلى العداوة لله والانحراف عن الخط المستقيم الذي رسمه الله لهم ليسيروا عليه؟ وفي الكتاب الكريم الجواب حاضر بقوله تعالى: {وقيَّضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم}، يعني هيّأنا لهم. وقد يقول أحدهم إنّ الله يهيئ لنا أصحاباً شريرين؟! لا، هذا غير صحيح، لأن الله جعل الإنسان مختاراً في ما يريد السير عليه، فهو هيَّأ له الأسباب، واختار الإنسان طريقه، وحصل على نتائج اختياره، سلبياً كان أو إيجابياً، ولكن باعتبار أن الله هو الذي خلق الأسباب، ينسب الأشياء إلى نفسه، وليس معناها أنه هو المسبِّب المباشر، بحيث نقول إن الله هو الذي يختار للناس القرناء والأصحاب، {وقيّضنا لهم} هيّأنا لهم {قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم} يعني زيّنوا لهم المعاصي، سواء التي يقبلون عليها أو التي خلّفوها وراءهم {وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس}، أي ثبت عليهم الحكم، لأنهم عندما خضعوا لما زيّنه لهم قرناؤهم من السوء، فثبت عليهم الحق وصدر عليهم الحكم في هذه المسيرة التي سبقتهم {في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين} (فصّلت/25) لأنه عندما أخذوا بأسباب الخسارة، فمن الطبيعي أنهم وقعوا في الخسارة في هذا المجال.