الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين . أما بعد :
فإني لما رأيت كثرة أسئلة ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، عن أحوالهن في ط§ظ„ط¬ظ†ط© وماذا ينتظرهن فيها أحببت أن أجمع عدة فوائد
تجلي هذا الموضوع لهن مع توثيق ذلك بالأدلة الصحيحة وأقوال العلماء فأقول مستعينا بالله :
فائدة ( 1) :
لا ينكر على ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، عند سؤالهن عما سيحصل لهن في ط§ظ„ط¬ظ†ط© من الثواب وأنواع النعيم ، لأن النفس البشرية
مولعة بالتفكير في مصيرها ومستقبلها ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينكر مثل هذه الأسئلة من صحابته
عن ط§ظ„ط¬ظ†ط© وما فيها ومن ذلك أنهم سألوه صلى الله عليه وسلم : ( ط§ظ„ط¬ظ†ط© وما بنائها ؟ ) فقال صلى الله عليه
وسلم : ( لبنة من ذهب ولبنة من فضة …) إلى آخر الحديث .
ومرة قالوا له : ( يا رسول الله هل نصل إلى نسائنا في ط§ظ„ط¬ظ†ط© ؟ ) فأخبرهم بحصول ذلك.
فائدة (2) :
أن النفس البشرية – سواء كانت رجلا أو امرأة – تشتاق وتطرب عند ذكر ط§ظ„ط¬ظ†ط© وما حوته من أنواع الملذات
وهذا حسن بشرط أن لا يصبح مجرد أماني باطلة دون أن نتبع ذلك بالعمل الصالح فإن الله يقول للمؤمنين :
( وتلك ط§ظ„ط¬ظ†ط© التي أورثتموها بما كنتم تعملون ) الزخرف آية 72.
فشوّقوا النفس بأخبار ط§ظ„ط¬ظ†ط© وصدّقوا ذلك بالعمل .
فائدة ( 3 ) :
أن ط§ظ„ط¬ظ†ط© ونعيمها ليست خاصة بالرجال دون ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، إنما هي قد ( أعدت للمتقين ) – آل عمران آية 133-من
الجنسين كما أخبرنا بذلك تعالى قال سبحانه : ( ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون ط§ظ„ط¬ظ†ط© ) – ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، آية 124- .
فائدة ( 4 ) :
ينبغي للمرأة أن لا تشغل بالها بكثرة الأسئلة والتنقيب عن تفصيلات دخولها للجنة : ماذا سيعمل بها ؟
أين ستذهب ؟ إلى آخر أسئلتها .. وكأنها قادمة إلى صحراء مهلكة !
ويكفيها أن تعلم أنه بمجرد دخولها ط§ظ„ط¬ظ†ط© تختفي كل تعاسة أو شقاء مر بها .. ويتحول ذلك إلى سعادة دائمة
وخلود أبدي ويكفيها قوله تعالى عن ط§ظ„ط¬ظ†ط© : ( لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين ) – الحجر آية48-
وقوله : ( وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون ) – الزخرف آية 71- .
ويكفيها قبل ذلك كله قوله تعالى عن أهل ط§ظ„ط¬ظ†ط© : ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ) – المائدة 119-.
فائدة ( 5 ) :
عند ذكر الله للمغريات الموجودة في ط§ظ„ط¬ظ†ط© من أنواع المأكولات والمناظر الجميلة والمساكن والملابس فإنه
يعمم ذلك .ين ( الذكر والأنثى ) فالجميع يستمتع بما سبق .
ويتبقى : أن الله قد أغرى الرجال وشوقهم للجنة بذكر ما فيها من ( ( 2024 )( 2024 )( 2024 )( 2024 )( 2024 ) العين ) و ( ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، الجميلات )
ولم يرد مثل هذا للنساء .. فقد تتساءل المرأة عن سبب هذا !؟
والجواب :
1- أن الله : ( لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون ) – الأنبياء 23- ولكن لا حرج أن نستفيد حكمة هذا العمل
من النصوص الشرعية وأصول الاسلام فأقول :
2- أن من طبيعة ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، الحياء – كما هو معلوم – ولهذا فإن الله – عز وجل – لا يشوقهن للجنة بما يستحين منه .
3- أن شوق المرأة للرجال ليس كشوق الرجال للمرأة – كما هو معلوم – ولهذا فإن الله شوّق الرجال بذكر نساء ط§ظ„ط¬ظ†ط© مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، ) – أخرجه البخاري –
أما المرأة فشوقها إلى الزينة من اللباس والحلي يفوق شوقها إلى الرجال لأنه مما جبلت عليه كما قال تعالى ( أومن ينشأ في الحلية ) – الزخرف آية 18-
4- قال الشيخ ابن عثيمين : إنما ذكر – أي الله عز وجل – الزوجات للأزواج لأن الزوج هو الطالب وهو الراغب في المرأة فلذلك ذكرت الزوجات للرجال في ط§ظ„ط¬ظ†ط© وسكت عن الأزواج للنساء ولكن ليس مقتضى ذلك أنه ليس لهن أزواج .. بل لهن أزواج من بني آدم .
فائدة ( 6 ) :
المرأة لا تخرج عن هذه الحالات في ط§ظ„ط¯ظ†ظٹط§ فهي :
1- إما أن تموت قبل أن تتزوج .
2- إما أن تموت بعد طلاقها قبل أن تتزوج من آخر .
3- إما أن تكون متزوجة ولكن لا يدخل زوجها معها ط§ظ„ط¬ظ†ط© – والعياذ بالله –
4- إما أن تموت بعد زواجها .
5- إما أن يموت زوجها وتبقى بعده بلا زوج حتى تموت .
6- إما أن يموت زوجها فتتزوج بعده غيره .
هذه حالات المرأة في ط§ظ„ط¯ظ†ظٹط§ ولكل حالة ما يقابلها في ط§ظ„ط¬ظ†ط© :
1- فأما المرأة التي ماتت قبل أن تتزوج فهذه يزوجها الله – عزوجل – في ط§ظ„ط¬ظ†ط© من رجل من أهل ط§ظ„ط¯ظ†ظٹط§ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما في ط§ظ„ط¬ظ†ط© أعزب ) – أخرجه مسلم – قال الشيخ ابن عثيمين : إذا لم تتزوج – أي المرأة – في ط§ظ„ط¯ظ†ظٹط§ فإن الله تعالى يزوجها ما تقر بها عينها في ط§ظ„ط¬ظ†ط© .. فالنعيم في ط§ظ„ط¬ظ†ط© ليس مقصورا على الذكور وإنما هو للذكور والإناث ومن جملة النعيم : الزواج .
2- ومثلها المرأة التي ماتت وهي مطلقة .
3- ومثلها المرأة التي لم يدخل زوجها ط§ظ„ط¬ظ†ط© . قال الشيخ ابن عثيمين : فالمرأة إذا كانت من أهل ط§ظ„ط¬ظ†ط© ولم
تتزوج أو كان زوجها ليس من أهل ط§ظ„ط¬ظ†ط© فإنها إذا دخلت ط§ظ„ط¬ظ†ط© فهناك من أهل ط§ظ„ط¬ظ†ط© من لم يتزوجوا من الرجال . أي فيتزوجها أحدهم .
4- وأما المرأة التي ماتت بعد زواجها فهي – في ط§ظ„ط¬ظ†ط© – لزوجها الذي ماتت عنه .
5- وأما المرأة التي مات عنها زوجها فبقيت بعده لم تتزوج حتى ماتت فهي زوجة له في ط§ظ„ط¬ظ†ط© .
6- وأما المرأة التي مات عنها زوجها فتزوجت بعده فإنها تكون لآخر أزواجها مهما كثروا لقوله صلى الله عليه وسلم : ( المرأة لآخر أزواجها ) – سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني .
ولقول حذيفة – رضي الله عنه – لامرأته : ( إن شئت أن تكوني زوجتي في ط§ظ„ط¬ظ†ط© فلا تزوجي بعدي فإن
المرأة في ط§ظ„ط¬ظ†ط© لآخر أزواجها في ط§ظ„ط¯ظ†ظٹط§ فلذلك حرم الله على أزواج النبي أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في ط§ظ„ط¬ظ†ط© ) .
مسألة: قد يقول قائل : إنه قد ورد في الدعاء للجنازة أننا نقول ( وأبدلها زوجا خيرا من زوجها ) فإذا كانت متزوجة .. فكيف ندعوا لها بهذا ونحن نعلم أن زوجها في ط§ظ„ط¯ظ†ظٹط§ هو زوجها في ط§ظ„ط¬ظ†ط© وإذا كانت لم تتزوج فأين زوجها ؟
والجواب كما قال الشيخ ابن عثيمين : إن كانت غير متزوجة فالمراد خيرا من زوجها المقدر لها لو بقيت وأما إذا كانت متزوجة فالمراد بكونه خيرا من زوجها أي خيرا منه في الصفات في ط§ظ„ط¯ظ†ظٹط§ لأن التبديل يكون بتبديل الأعيان كما لو بعت شاة ببعير مثلا ويكون بتبديل الأوصاف كما لو قلت ك بدل الله كفر هذا الرجل بإيمان وكما في قوله تعالى : ( ويوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ) – سورة إبراهيم آية 48- والأرض هي الأرض ولكنها مدت والسماء هي السماء لكنها انشقت .
فائدة ( 7 ) :
ورد في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم للنساء : ( إني رأيتكن أكثر أهل النار …) وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم : ( إن أقل ساكني ط§ظ„ط¬ظ†ط© ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، ) –أخرجه البخاري ومسلم –
وورد في حديث آخر صحيح أن لكل رجل من أهل ط§ظ„ط¯ظ†ظٹط§ ( زوجتان ) أي من نساء ط§ظ„ط¯ظ†ظٹط§ .
فاختلف العلماء – لأجل هذا – في التوفيق بين الأحاديث السابقة : أي هل ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، أكثر في ط§ظ„ط¬ظ†ط© أم في النار ؟
فقال بعضهم : بأن ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، يكن أكثر أهل ط§ظ„ط¬ظ†ط© وكذلك أكثر أهل النار لكثرتهن . قال القاضي عياض : ( ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، أكثر ولد آدم ) .
وقال بعضهم : بأن ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، أكثر أهل النار للأحاديث السابقة . وأنهن – أيضا – أكثر أهل ط§ظ„ط¬ظ†ط© إذا جمعن مع ( 2024 )( 2024 )( 2024 )( 2024 )( 2024 ) العين فيكون الجميع أكثر من الرجال في ط§ظ„ط¬ظ†ط© .
وقال آخرون : بل هن أكثر أهل النار في بداية الأمر ثم يكن أكثر أهل ط§ظ„ط¬ظ†ط© بعد أن يخرجن من النار – أي المسلمات –
قال القرطبي تعليقا على قوله صلى الله عليه وسلم : ( رأيتكن أكثر أهل النار ) : ( يحتمل أن يكون هذا في وقت كون ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، في النار وأما بعد خروجهن في الشفاعة ورحمة الله تعالى حتى لا يبقى فيها أحد ممن قال : لا إله إلا الله فالنساء في ط§ظ„ط¬ظ†ط© أكثر ) .
الحاصل : أن تحرص المرأة أن لا تكون من أهل النار .
فائدة ( 8 ) :
إذا دخلت المرأة ط§ظ„ط¬ظ†ط© فإن الله يعيد إليها شبابها وبكارتها لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن ط§ظ„ط¬ظ†ط© لايدخلها عجوز …. إن الله تعالى إذا أدخلهن ط§ظ„ط¬ظ†ط© حولهن أبكارا ) .
فائدة ( 9 ) :
ورد في بعض الآثار أن نساء ط§ظ„ط¯ظ†ظٹط§ يكن في ط§ظ„ط¬ظ†ط© أجمل من ( 2024 )( 2024 )( 2024 )( 2024 )( 2024 ) العين بأضعاف كثيرة نظرا لعبادتهن الله .
فائدة ( 10 ) :
قال ابن القيم ( إن كل واحد محجور عليه أن يقرب أهل غيره فيها ) أي في ط§ظ„ط¬ظ†ط© .
وبعد : فهذه ط§ظ„ط¬ظ†ط© قد تزينت لكن معشر ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، كما تزينت للرجال ( في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) فالله الله أن تضعن الفرصة فإن العمر عما قليل يرتحل ولا يبقى بعده إلا الخلود الدائم ، فليكن خلودكن في ط§ظ„ط¬ظ†ط© – إن شاء الله – واعلمن أن ط§ظ„ط¬ظ†ط© مهرها الإيمان والعمل الصالح وليس الأماني الباطلة مع التفريط وتذكرن قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها : ادخلي ط§ظ„ط¬ظ†ط© من أي أبواب ط§ظ„ط¬ظ†ط© شئت ) .
واحذرن – كل الحذر – دعاة الفتنة و( تدمير ) المرأة من الذين يودون إفسادكن وابتذالكن وصرفكن عن الفوز بنعيم ط§ظ„ط¬ظ†ط© . ولا تُغررن بعبارات وزخارف هؤلاء المتحررين والمتحررات من الكتاب والكاتبات ومثلهم أصحاب ( القنوات ) فإنهم كما قال تعالى : ( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء ) .
أسأل الله أن يوفق نساء المسلمين للفوز بجنة النعيم وأن يجعلهن هاديات مهديات وأن يصرف عنهن شياطين الأنس من دعاة وداعيات ( تدمير ) المرأة وإفسادها وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
معلومات قيمة تشكرين عليها